الذكاء الاصطناعي يقود أرباح مايكروسوفت وآبل وسامسونج
استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي مع قلق متزايد من ارتفاع التكاليف
تشهد الشركات التقنية الكبرى في العالم تطورًا ملحوظًا في استراتيجياتها الاستثمارية، مع تركيز كبير على الذكاء الاصطناعي كمحرك للنمو. وعلى الرغم من النجاحات الأولية التي أحرزتها بعض الشركات مثل مايكروسوفت وآبل، إلا أن هذا النمو يترافق مع تحديات تكمن في ارتفاع التكاليف وتراجع الثقة في الأسواق.
1. مايكروسوفت: ارتفاع الإيرادات السحابية
أعلنت مايكروسوفت في 30 أكتوبر عن ارتفاع إيرادات خدماتها السحابية (Azure) بنسبة 33٪ خلال الربع الأول من سنتها المالية، مما تجاوز التوقعات. ويُعزى هذا النمو بشكل كبير إلى استثمارات الشركة في الذكاء الاصطناعي، حيث أسهم الذكاء الاصطناعي وحده بـ12 نقطة مئوية في هذا النمو، مقارنة بـ11 نقطة في الربع السابق.
كما أظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن أن ربحية السهم بلغت 3.30 دولار، بينما كانت توقعات المحللين عند 3.10 دولار، وهذا يعكس نجاح إعادة هيكلة تقارير أعمالها لتتماشى مع الطريقة التي تدير بها الشركة عملياتها. وتجاوزت الشركة توقعات الإيرادات التي بلغت 65.6 مليار دولار، مقارنة بتوقعات المحللين عند 64.5 مليار دولار، مما يعكس نجاح مايكروسوفت في ترجمة استثماراتها إلى نتائج مالية قوية.
2. آبل: أداء قوي بنظرة مستقبلية حذرة
أما بالنسبة شركة آبل فقد حققت أداءً قويًا في الربع الرابع من سنتها المالية، حيث ارتفعت مبيعات آيفون بنسبة 5.5٪ لتصل إلى 46.22 مليار دولار، متجاوزةً توقعات المحللين التي كانت عند 45.47 مليار دولار.
ويعود هذا النجاح إلى المزايا التي قدمها iPhone 16 المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث نمت مبيعاته بمعدل أسرع من iPhone 15. ومع ذلك، قدمت الشركة توقعات نمو متواضعة للأرباح في الفترة المقبلة، مما أثار مخاوف بين المحللين حول قدرتها على المحافظة على وتيرة النمو خاصةً في السوق الصيني الذي شهد انخفاضًا في المبيعات.
وأشار المدير التنفيذي للشركة تيم كوك، إلى أن العملاء يقبلون على تحميل نظام التشغيل الجديد المدعوم بميزات الذكاء الاصطناعي بمعدلات أعلى من العام الماضي، مما يعزز مكانة الشركة كمنافس قوي في مجال الذكاء الاصطناعي.
3. سامسونج: تحديات الرقائق الذكية
أما شركة سامسونج الكورية فأعلنت عن ارتفاع في أرباحها التشغيلية لتصل إلى 9.2 تريليون وون خلال الربع الثالث من سنتها المالية، بزيادة عن 2.4 تريليون وون في العام الماضي. ومع ذلك، أبدت الشركة تحديات في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي كما تفعل شركات منافسة مثل TSMC وSK Hynix، حيث تواجه صعوبة في تلبية الطلب على أشباه الموصلات المتقدمة اللازمة لمعالجة الذكاء الاصطناعي، مما يؤثر على قدراتها التنافسية.
4. ارتفاع التكاليف يضغط على الأسهم
وأدى الإعلان عن زيادة تكاليف استثمار الذكاء الاصطناعي في الشركات التكنولوجية إلى انخفاض كبير في أسعار الأسهم لشركات التكنولوجيا الكبرى، حيث هبطت أسهم ميتا بلاتفورمز بنسبة 4.1٪، بينما تراجعت أسهم مايكروسوفت بنسبة 6٪ بعد الإعلان عن نتائجهما المالية أيضا. وشهدت الأسواق هبوطًا ملحوظًا في المؤشرات الرئيسية مثل ناسداك وستاندرد آند بورز 500، في الوقت الذي يحاول فيه المستثمرون تقييم الجدوى المالية لهذه الاستثمارات الهائلة في الذكاء الاصطناعي، وهو ما يزيد الضغط على الشركات لتحقيق عائدات ملموسة في المستقبل القريب.
5. نظرة على المستقبل
تستمر الشركات الكبرى مثل أمازون وألفابيت في توجيه استثماراتها نحو مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذه التكاليف المرتفعة قد تؤثر على هوامش الأرباح في المستقبل القريب. ورغم ذلك يظل المسؤولون التنفيذيون في هذه الشركات واثقون من أن البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ستدعم النمو على المدى الطويل، وتشير أمازون إلى زيادة في الاستثمارات بنهاية العام وامتدادها إلى عام 2025، مما يظهر التزامًا طويل الأمد تجاه تطوير القدرات الذكية.
6. ارتفاع التكاليف
يظهر أن سباق الذكاء الاصطناعي في الشركات الكبرى لا يقتصر على الابتكار وحسب، بل يتطلب ضخ استثمارات هائلة قد تؤثر على الأرباح في المستقبل القريب، كما تواجه تحديات تتعلق بارتفاع التكاليف وضرورة تحقيق توازن بين أهداف النمو قصيرة الأجل والتطوير طويل الأجل.