“Now and Then” للبيتلز: أغنية الذكاء الاصطناعي التي تحصد ترشيحات غرامي 2024
تعرف على تفاصيل التعاون بين الذكاء الاصطناعي والموسيقى
البيتلز في غرامي 2024
تُعد فرقة البيتلز (The Beatles) إحدى أيقونات الموسيقى العالمية التي لم تفقد جاذبيتها بمرور الوقت، بل تحظى بقاعدة جماهيرية تتسع على الرغم من عقود على رحيلها عن الساحة الموسيقية. ولكن، ماذا لو استطاعت التكنولوجيا إعادة إحياء أصوات هؤلاء الأساطير؟ وهل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعيد إبداع الفن الموسيقي؟
هذا ما تحقق بالفعل من خلال أغنية “Now and Then” التي جمعت أصوات أعضاء الفرقة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وحققت نجاحاً لافتاً، بل وأهلتها لنيل ترشيحات مرموقة في جوائز غرامي 2024.
قصة إحياء Now and Then بالـAI
في مشروع يُعتبر الأول من نوعه، استعان بول مكارتني، أحد مؤسسي فرقة البيتلز، بتقنيات الذكاء الاصطناعي لاستعادة صوت المغني الراحل جون لينون من تسجيلات قديمة لم تكن بجودة جيدة كفاية للاستخدام. وهنا، جاء الذكاء الاصطناعي ليقوم بتحديد وفصل صوت لينون بدقة، مما أتاح استخدام صوته ضمن التوزيع الموسيقي الحديث للأغنية.
بدأت الفكرة من تسجيلات تم اكتشافها في الثمانينيات، حيث حاول مكارتني وزميله رينغو ستار العمل على هذا التسجيل، لكن لم تتوفر آنذاك الوسائل التقنية الكافية لتنفيذ ذلك. واليوم، بفضل الذكاء الاصطناعي، تمكنا من تحقيق الحلم الذي طال انتظاره.
تأثير الأغنية في الساحة الموسيقية
لم تكن “Now and Then” مجرد أغنية جديدة للبيتلز، بل كانت بمثابة تكريم للفريق وأعضائه الراحلين، وقد أحدثت ضجة كبيرة عند إصدارها، وقدمت تجربة موسيقية نادرة تمزج بين التقنية الحديثة والتراث الموسيقي الغني، ولم تصل فقط إلى قلوب عشاق البيتلز القدامى، بل فتحت أبواباً جديدة لجمهور جديد لم يعش فترة ازدهار الفرقة، وجعلت موسيقى البيتلز تصل إلى أجيال جديدة لم تعرف إلا الذكاء الاصطناعي.
ترشيحات غرامي 2024: تقدير للفن والتكنولوجيا
حصدت أغنية “Now and Then” ترشيحين مرموقين في جوائز غرامي 2024، هما “تسجيل العام” و”أفضل أداء روك”. هذا الاعتراف من الأكاديمية يعكس اهتمام الأوساط الفنية بأثر الذكاء الاصطناعي على الموسيقى وقدرته على إحياء الفن القديم.
ومن اللافت أن الأغنية تنافس في هذه الفئة مع أسماء كبيرة مثل بيونسيه وتايلور سويفت، ما يدل على القيمة الفنية التي استطاعت تحقيقها على الرغم من كونها تحمل إرثاً من الماضي.
الذكاء الاصطناعي في خدمة التراث الفني: فرصة أم تهديد؟
هذا الإنجاز يطرح سؤالاً هاماً حول دور الذكاء الاصطناعي في إعادة إحياء الفن. على الرغم من أن هذه التجربة أثبتت نجاحها، إلا أن هناك تساؤلات حول مدى أصالة العمل الفني إذا كانت التكنولوجيا هي من يسهم في تشكيله. لكن، وبحسب النقاد، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي هنا كان مدروساً وهدفه إحياء الفن لا استبداله، فصوت لينون كان حقيقياً، وكل ما فعلته التقنية هو تحسين جودته ليناسب المعايير الحديثة.
يبرز هذا المشروع قدرة الذكاء الاصطناعي على فتح آفاق جديدة، فربما سنرى في المستقبل تجارب مشابهة لإحياء أعمال فنانين آخرين. مثل هذه المشاريع قد تفتح باباً واسعاً لإعادة استكشاف الموسيقى الكلاسيكية، وتقديمها بطرق جديدة تدمج بين الأصالة والحداثة.
هل سيتكرر النجاح في المستقبل؟
بعد نجاح “Now and Then” في غرامي 2024، يتساءل كثيرون عما إذا كانت هذه التجربة ستدفع فنانين آخرين للسير على خطى البيتلز، واستخدام الذكاء الاصطناعي لاستعادة أرشيفاتهم القديمة. ولربما يشهد العالم الفني موجة جديدة من الموسيقى التي تحمل أصوات نجوم رحلوا، ليصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً أصيلاً من عملية الإبداع الموسيقي، وليس فقط أداة للتطوير.
الموسيقى والذكاء الاصطناعي في طريق جديد
لا يمثل ترشيح أغنية “Now and Then” لجائزتي غرامي 2024 نجاحاً لأعضاء فرقة البيتلز فقط، بل هو نجاح للذكاء الاصطناعي نفسه الذي استطاع أن يثبت قدرته على تقديم إسهامات فنية غير مسبوقة. ومع هذا الإنجاز، يبقى السؤال مفتوحاً حول حدود تدخل التكنولوجيا في الإبداع الفني.