رائج حاليا

إنفيديا تتربع على عرش التكنولوجيا: كيف تجاوزت آبل لتصبح الأعلى قيمة عالميًا؟

كيف تحولت إنفيديا إلى الشركة الأعلى قيمة عالميًا بفضل وحدات معالجة الرسومات

هل تخيلت يومًا أن تتجاوز شركة صناعة رقائق قيمة شركة عملاقة مثل “آبل”؟
يبدو أن هذا لم يعد خيالاً. فقد حصل تحول تاريخي في عالم التكنولوجيا، وأصبحت إنفيديا الأعلى قيمة في العالم، مع تقييم سوقي بلغ 3.43 تريليون دولار، مقابل 3.4 تريليون دولار لآبل، وهو ما يسلط الضوء على هيمنة الذكاء الاصطناعي ودوره المتصاعد في تحديد ملامح مستقبل التكنولوجيا.

أسباب تفوق إنفيديا

شهدت “إنفيديا” نموًا هائلًا في عام 2023، حين برزت كمصدر رئيسي لوحدات معالجة الرسومات (GPUs) التي تعتبر ضرورية لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، والمحرك الأساسي لتطبيقات مثل “ChatGPT” من شركة “OpenAI“، ولأنظمة تتطلب معالجة ضخمة للبيانات, مثل السيارات ذاتية القيادة، والأبحاث الطبية، والألعاب الإلكترونية المتقدمة، وهو ما يجعلها أداة حيوية في عدة قطاعات.

وزادت إيرادات “إنفيديا” إلى الضعف في كل من الأرباع الخمسة الأخيرة، مما جعلها ثالث شركة فقط تصل إلى رأس مال سوقي بقيمة 3 تريليون دولار، لتنضم بذلك إلى “آبل” و”مايكروسوفت”، ورغم تجاوزها آبل لفترة وجيزة في يونيو، فإنها عادت للمركز الثاني قبل أن تستعيد الصدارة مؤخرًا.

تحديات آبل في سباق الذكاء الاصطناعي

على الرغم من ريادة “آبل” في الوصول إلى تقييم تريليون دولار، إلا أن تقدمها في مجال الذكاء الاصطناعي كان أبطأ من إنفيديا. فقد أطلقت آبل ميزات “Apple Intelligence” المخصصة لأجهزة “آيفون”، والتي ركزت على تقديم تجربة تجمع بين الخصوصية والأداء الذكي، لكنها لم تحقق الانتشار الواسع المتوقع، إضافةً لمواجهتها تحديات في تأمين رقاقات كافية لدعم ابتكارات الذكاء الاصطناعي، مما أعاق سرعة طرحها لميزات تنافسية.

وبسبب شعورها بضغط متزايد لإثبات قدرتها على مجاراة إنفيديا وغيرها من الشركات التي تتصدر سباق الذكاء الاصطناعي، كثفت “آبل” اليوم من استثماراتها في تطوير معالجات أقوى، وتوسيع شبكة موردين قادرة على توفير التقنيات المتقدمة.

استثمارات إنفيديا في الذكاء الاصطناعي

في المقابل، استفادت “إنفيديا” من استثمارات الشركات التكنولوجية الكبيرة في بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي، مما ساهم في تشغيل نماذج ذكاء اصطناعي مثل “ChatGPT”، وتعد “مايكروسوفت“-ثالث أكبر شركة في العالم بقيمة سوقية تقدر بحوالي 3.1 تريليون دولار- من أكبر عملاء إنفيديا، حيث تعتمد على وحدات معالجة الرسومات الخاصة بها لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها.

خطوة تاريخية في المؤشرات المالية

وبعد أيام قليلة من إقصائها لعملاق آخر في قطاع التكنولوجيا وهي شركة  “إنتل“، قفزت “إنفيديا” على “آبل” من مؤشر داو جونز الصناعي، ومن المقرر أن تنضم إنفيديا إلى هذا المؤشر قبل افتتاح السوق يوم الجمعة كجزء من جهود تمثيل صناعة أشباه الموصلات الحديثة بشكل أفضل، وفقًا لما ذكرته “S&P Dow Jones Indices” الأسبوع الماضي.

نظرة على المستقبل

التفوق التاريخي الذي حققته “إنفيديا” يعكس أهمية البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في تحديد معالم المستقبل، لكن بينما تستمر الشركات الكبرى في الاستثمار في هذه التقنيات، يبقى السؤال: هل ستستطيع إنفيديا الحفاظ على صدارتها في ظل التنافس الشديد؟ أم أن آبل ستنجح في العودة إلى القمة عبر توسيع قدراتها الذكية؟

هذا التساؤل يضعنا أمام مشهد جديد من المنافسة في سوق التكنولوجيا، حيث لم تعد الشركات تُقاس فقط بحجم مبيعاتها، بل بقدرتها على الابتكار وتلبية متطلبات الذكاء الاصطناعي المتنامية.

المصدر: واشنطن بوست

 

مقالات ذات صلة

Back to top button