الذكاء الاصطناعي في الكتابة: هل الإفصاح ضرورة أم اختيار؟
كيف يمكن للتقنيات التوليدية أن تغيّر مستقبل البحث والكتابة؟
الذكاء الاصطناعي في الكتابة
مع الانتشار المتزايد لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، تتصاعد التساؤلات حول الاستخدام الأخلاقي لهذه التقنيات، خاصة في مجالات الكتابة والبحث.
في مقاله المنشور على موقع WIRED بعنوان “الذكاء الاصطناعي شريكي في البحث والكتابة. هل يجب الإفصاح عن ذلك؟”، يستعرض الكاتب ريس روجرز أبعاد هذه القضية.
يشدد المقال على أهمية التفرقة بين استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة بحثية وبين الاعتماد عليه في صياغة النصوص، مع التركيز على ضرورة الإفصاح عند استخدامه في التأليف.
الفرق بين البحث والتأليف
يرى الكاتب أن استخدام الذكاء الاصطناعي للبحث واستكشاف مصادر جديدة أو توسيع نطاق الأفكار يُعدّ مقبولاً من الناحية الأخلاقية طالما لا يتم الاعتماد عليه كمصدر أساسي.
ويُقارن روجرز هذا الاستخدام بالاستعانة بموسوعة غير موثوقة كخطوة أولية ولكنها تتطلب التحقق. ويُذكر القارئ هنا بضرورة مراجعة أي معلومة يتم العثور عليها باستخدام أدوات مثل ChatGPT، والتأكد من صحتها عبر مصادر موثوقة.
وفي هذا السياق يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي بمثابة وسيلة مساعدة، أشبه بالطريق الذي يقودك نحو وجهة، ولكن الوجهة النهائية يجب أن تكون مرجعاً موثقاً.
الإفصاح عند استخدام الذكاء الاصطناعي
يشدد المقال على أن اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي في الكتابة لتكوين مسودات أولية أو إنشاء نصوص متكاملة يتطلب الإفصاح بشكل صريح.
ويرى الكاتب أن الشفافية هنا تعكس احتراماً للجمهور وتجنباً لأي شعور بالخداع. ويشير إلى أمثلة مثل الإفصاحات التي تقدمها الشركات عند استخدام الذكاء الاصطناعي لوصف المنتجات، مما أصبح ممارسة شائعة تعزز المصداقية.
التعامل الأخلاقي مع الجمهور
يُبرز المقال جانباً آخر من المسؤولية الأخلاقية، يتمثل في التفكير في كيفية تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي على الجمهور، ويرى الكاتب مثلا أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كتابة رسائل تعاطفية، مثل رسائل التعزية، يمثل انعداماً للحساسية، حيث يبحث القارئ في هذه الحالات عن تواصل إنساني حقيقي.
متى يصبح الإفصاح ضرورياً؟
يطرح الكاتب سؤالاً محورياً: “هل سيشعر المتلقي بالخداع إذا علم أن النص أو جزءاً منه قد تم توليده باستخدام الذكاء الاصطناعي؟” إذا كانت الإجابة نعم، فإن الإفصاح يصبح الخيار الأخلاقي الوحيد. والكاتب يتفق مع هذه الرؤية باعتبارها مبدأً أساسياً يحترم تجربة المتلقي ويعزز المصداقية.
التعليم والاستخدام المسؤول
في ختامه يدعو المقال إلى أهمية تعليم الأجيال الشابة كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بوعي ومسؤولية. ويشير إلى أن فوائد هذه التقنيات تعتمد على مدى إدراكنا لاستخدامها الأخلاقي، وهو ما يتطلب توجيهاً مستمراً لضمان تحقيق التوازن بين الابتكار والشفافية.