تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي.. فضيحة “برامج الجرائم حقيقية”
شاب يُدعى جون اعترف بأنه يقف وراء قناة True Crime Case Files
هل برامج الجرائم حقيقية؟
انطلقت القصة من مقطع فيديو يحمل عنوانًا مثيرًا: “علاقة سرية بين زوج وزوج ابنته تنتهي بجريمة مروعة”. جمع الفيديو مشاهدات قاربت المليونيْن، وأثار موجة من التساؤلات، خاصةً بين سكان دنفر الأميركية الذين شعروا بالخوف والغضب. لكن، ماذا لو لم تكن هذه الجريمة قد حدثت من الأساس؟
الصحفية التي اكتشفت الحقيقة
باشرت الصحفية إليزابيث هيرنانديز من صحيفة Denver Post بالتحقيق بعد تلقيها سيلًا من الرسائل، بعضها يحمل لهجة اتهامية بسبب “تقصير” الصحيفة في تغطية القضية. لكنها لم تجد أي دليل. على العكس، اكتشفت بسرعة أن القصة ملفقة بالكامل. اتصلت بمصادر في الشرطة لتتأكد، وتبين أن الفيديو بُني بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي: من الشخصيات إلى السرد، وحتى الصور.
وراء الكواليس: من يقف خلف هذا المحتوى؟
شاب يُدعى جون (اسم مستعار) اعترف بأنه يقف وراء قناة True Crime Case Files. تعلم جون إنتاج الفيديوهات خلال جائحة كورونا، وبدأ بنشر محتوى خيالي لكنه لم يحقق مشاهدات. لذلك، قرر حذف أي إشارة إلى أن القصص من نسج الخيال. وفجأة، تضاعفت المشاهدات، وبدأ يحقق دخلًا كافيًا للعيش.
هل خدع الجمهور عن عمد؟
نعم، لكن المفارقة أن جون يرى نفسه كمصلح. بحسب تعبيره، هو “البديل النباتي لجريمة الواقع”، إذ يرى أن المحتوى الذي يصنعه لا يستغل آلام ضحايا حقيقيين. لكن، هل تكفي هذه الحجة؟
الضحايا الحقيقيون يعترضون
واجه جون انتقادات حادة، أبرزها من الناشطة تشارلي شونيك، التي فقدت أختها في جريمة حقيقية. أكدت أن هذه الفيديوهات تُشتت الانتباه عن القضايا الحقيقية، وتُهدر موارد الجهات الأمنية والإعلامية. وقالت بمرارة: “بعض العائلات تقاتل لسنوات كي تحظى بقصصها بالاهتمام، بينما فيديو مزيف يجذب ملايين”.
يوتيوب يتدخل، ولكن بعد فوات الأوان
لاحقًا، أزال يوتيوب قناة جون بعد اتهامات بانتهاك سياسات المنصة. رغم ذلك، لم يتوقف. انتقل إلى نشر قصصه في شكل بودكاست، وللأسف، ظهرت قنوات مقلدة تقلده بأسلوبه في استخدام الذكاء الاصطناعي لصناعة قصص مروعة لكن وهمية.
ما الذي يمكننا تعلمه من هذه القصة؟
- قوة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تُستخدم في الترفيه، لكنها قد تضلل بسهولة.
- مسؤولية الجمهور تتطلب التحقق من صحة المحتوى قبل تصديقه أو مشاركته.
- الحاجة إلى قوانين جديدة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة القصص الإخبارية والترفيهية.
هل تعتقد أن استخدام الذكاء الاصطناعي لخلق قصص “جريمة حقيقية” وهمية هو مجرد فن ساخر أم خطر حقيقي يهدد الثقة في الإعلام؟
شاركني رأيك!