كيف أصبحت “Chegg” ضحية الذكاء الاصطناعي: قصة انهيار شركة تعليمية أمام ChatGPT
ما الذي جعل ChatGPT الخيار المفضل للطلاب؟ كيف فقدت "Chegg" ريادتها؟
هل يمكن أن تصبح التقنية التي ساهمت في نجاح شركة ما هي نفسها سبب تراجعها؟ هذا هو التساؤل الذي يتبادر إلى الذهن عند استعراض قصة “Chegg”، الشركة التعليمية التي كانت خيارًا أساسيًا للطلاب الراغبين في المساعدة الدراسية عبر الإنترنت، إلا أنه صار ضحية جديدة لتأثير ChatGPT على التعليم الإلكتروني.
ازدهار “Chegg” خلال الجائحة
على مدار سنوات، حققت “Chegg” نجاحًا باهرًا كمنصة تساعد الطلاب في حل الواجبات المنزلية، وتقديم حلول للأسئلة الدراسية. وزادت شعبيتها أكثر خلال فترة الجائحة مع تحول التعليم إلى الإنترنت، فأصبحت الاشتراكات وأرباح الشركة في أوجها، وأصبح الطلاب يعتمدون عليها كمصدر سريع وموثوق للإجابات، وانعكس هذا النجاح بشكل مباشر على سعر أسهم الشركة التي وصلت إلى مستويات قياسية.
تأثير ChatGPT على التعليم الإلكتروني
ولكن مع إطلاق ChatGPT، واجهت “Chegg” تحديًا لم تكن مستعدة له. فجأة، فقد أصبح لدى الطلاب بديل مجاني وسريع يستطيع تلبية احتياجاتهم، مما دفعهم لإلغاء اشتراكاتهم. فبدلاً من البحث عن الحلول من خلاله، بات بإمكانهم التوجه إلى ChatGPT والحصول على إجابات فورية دون دفع أي اشتراك.
تقول الإحصاءات إن المنصة فقدت أكثر من نصف مليون مشترك منذ إطلاق ChatGPT، مما أدى إلى تراجع كبير في قيمة أسهمها التي خسرت حوالي 99% من قيمتها منذ أوائل عام 2021، متسببة في خسارة نحو 14.5 مليار دولار من قيمتها السوقية.
محاولة “Chegg” للتكيف مع الواقع الجديد
في مواجهة هذا التهديد، بدأت المنصة التعليمية بتطوير أدوات ذكاء اصطناعي خاصة بها، ولكنها لم تنجح حتى الآن في استعادة ثقة عملائها. وتسعى الشركة لإعادة ابتكار نفسها من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في خدماتها وتقديم ميزات جديدة تستهدف ما أطلقت عليه “المتعلم الفضولي” الذي يبحث عن أكثر من مجرد إجابة جاهزة.
تغييرات جذرية في قيادة الشركة
مع استمرار الأزمة، قرر الرئيس التنفيذي المخضرم “دان روزنسويغ” التنحي، واستلم الإدارة “ناثان شولتز” الذي قام بإجراءات صارمة تشمل تسريح 441 موظفًا، أي ما يقارب ربع القوة العاملة.
وسعياً لإنقاذ الشركة، بدأ “شولتز” بدفع عجلة التوسع الدولي ووضع خطط جديدة لتحويل “Chegg” من مجرد منصة للإجابات إلى مصدر شامل يقدم خدمات تعليمية أعمق مثل الإرشاد والتوجيه.
دراسة تظهر تحول الطلاب نحو ChatGPT
أظهرت دراسة أجرتها جامعة “إلينوي” أن الطلاب باتوا يعتمدون على ChatGPT كبديل لـ”Chegg” عند البحث عن حلول لواجباتهم، حيث وجد الباحثون أن الطلاب تحولوا بشكل كامل تقريبًا نحو استخدام الذكاء الاصطناعي للحصول على إجابات فورية، مفضلين ChatGPT على ما يُعرف “بمواقع الغش”.
التوجه نحو الشراكات لتطوير المنتجات
استجابةً لهذه التحديات، قامت المنصة التعليمية بالشراكة مع “أوبن إيه آي” لتطوير منتج جديد تحت مسمى “شيغميت” يجمع بين قاعدة بيانات الشركة وتقنيات GPT-4 لتقديم حلول فورية وتوليد اختبارات للطلاب. لكن رغم هذه الجهود، واصل المشتركون في الانسحاب، مما دفع الشركة لسحب توقعاتها المالية لبقية العام، وانخفضت أسهمها بنسبة 48% في يوم واحد.
مستقبل “Chegg”: هل يمكن إنقاذها؟
اليوم، تسعى “Chegg” لاستعادة مكانتها عبر إعادة تركيز استراتيجيتها وإعادة هيكلة خدماتها. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، تشير قيادة الشركة إلى أن المستقبل قد يكون في التركيز على الذكاء الاصطناعي واستهداف الطلاب الذين يحتاجون إلى أكثر من إجابات جاهزة.