الفاتيكان يطلق “توأمًا رقميًا” لكاتدرائية القديس بطرس بالذكاء الاصطناعي
مشروع رقمي فائق الدقة يوفر للزوار تجربة تفاعلية
في خطوة غير مسبوقة نحو رقمنة التراث التاريخي والديني، أطلق الفاتيكان مشروعًا رقميًا ضخمًا لتوثيق كاتدرائية القديس بطرس باستخدام تقنية “التوأم الرقمي“، والاستعانة بـ400 ألف صورة عالية الدقة التقطتها طائرات مسيّرة، لإعادة بناء التفاصيل المعمارية والفنية الدقيقة لهذا المعلم التاريخي بفضل الذكاء الاصطناعي، بتعاون مع شركة “مايكروسوفت”.
تفاصيل المشروع
وبدءًا من الأول من ديسمبر، سيتمكن مستخدمو الإنترنت من زيارة البوابة الافتراضية للكاتدرائية عبر موقعها الإلكتروني الرسمي (basilicasanpietro.va)، حيث ستتيح لهم هذه البوابة استكشاف تطور الكاتدرائية عبر العصور. وتشمل هذه الجولة الافتراضية زيارة إلى الكهوف وقبة الكنيسة الشهيرة، إلى جانب إمكانية استكشاف أصغر تفاصيل البناء، من اللوحات الفنية إلى المنحوتات المعقدة.
أهداف المشروع
يهدف المشروع إلى إتاحة تجربة فريدة تمكن الزوار من الانغماس في تاريخ كاتدرائية القديس بطرس ومحتواها الفني والتاريخي، بمساعدة أحدث التقنيات الرقمية، ويوضح كاهن الكاتدرائية الكاردينال ماورو غامبيتي، أن الهدف من المشروع هو “فك رموز الإنسان المعاصر، وتعزيز تواصل الجمهور مع التراث الروحي والفني للكاتدرائية”.
أما البابا فرنسيس فأثنى على استخدام التكنولوجيا الحديثة لنشر التراث الديني والثقافي، ودعا إلى “استخدام أخلاقي للذكاء الاصطناعي” بما يتماشى مع القيم الإنسانية من تعاطف ورحمة وأخلاق.
فوائد الزيارة الافتراضية
يمكن للزوار عبر هذا التوأم الرقمي، الوصول إلى جولات تفاعلية تقدم رؤية شاملة لتاريخ الكاتدرائية، التي تستعد للاحتفال بمرور 400 عام على تأسيسها في عام 2026. كما يوفر الموقع الإلكتروني خدمة حجز الزيارات، في وقت يتوقع فيه أن تستقبل روما ملايين الحجاج خلال احتفالات يوبيل 2025.
حيث من المتوقع أن يزور كاتدرائية القديس بطرس أكثر من 30 مليون حاج، إضافة إلى حوالي 50,000 زائر يوميًا في الأيام العادية. وتتيح البوابة الرقمية الجديدة للزوار حجز أوقات دخولهم مسبقًا، لتقليل زمن الانتظار، وتوفير تجربة سلسة ومُنظّمة.
الابتكار الرقمي والشراكة مع “مايكروسوفت”
استغرق العمل على هذا المشروع سنتين، وقد وصفه رئيس “مايكروسوفت” براد سميث، بأنه ” “أحد أكبر المشاريع التقنية وأكثرها تقدمًا من نوعه على الإطلاق”. وأكد أن الذكاء الاصطناعي أتاح تحليل البيانات الضخمة المستخلصة من الصور، لإعادة بناء كاتدرائية القديس بطرس التي تعتبر أكبر كنيسة داخلية من حيث المساحة.
كما أشار إلى أن الشركة نفّذت سابقا مشاريع مشابهة، منها رقمنة موقع مونت سانت ميشيل في فرنسا والأولمبيا القديمة في اليونان، مما يعكس التزام مايكروسوفت بدعم المشاريع التي تحافظ على التراث الثقافي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بحسب تعبيره.