هل يستطيع “توداي روبوت” اجتياز أصعب اختبار جامعي في اليابان؟
مستقبل الذكاء الاصطناعي في التعليم: روبوت ياباني يسعى لدخول طوكيو
روبوت “دحيح”
في عام 2011، انطلق في اليابان مشروع جريء قد يغير مفهوم الذكاء الاصطناعي إلى الأبد. تخيلوا روبوتًا قادرًا على اجتياز أصعب اختبار قبول جامعي في البلاد، اختبار جامعة طوكيو العريقة الذي يعجز عن اجتيازه معظم البشر!
هذا المشروع، الذي نتج عنه فيما بعد روبوت يدعى “توداي روبوت” قاده معهد المعلوماتية الوطني (NII)، من أجل بناء عقل اصطناعي بمقدوره فهم أسئلة معقدة وحل مسائل تتطلب مهارات تحليلية عميقة.
فريق خاص
وللعمل على المشروع شُكل فريق متعدد التخصصات بمشاركة مجموعة “فوجيتسو” كشريك رئيسي في تطوير النظام الرياضي للجبر المعلوماتي، وبناء أنظمة قادرة على تحويل الأسئلة الرياضية المكتوبة بلغة طبيعية إلى معادلات رياضية، إضافة لجامعة ناغويا، ومؤسسات تعليمية أخرى ساعدت في تحسين فهم Todai Robot للنصوص المعقدة.
هدف واحد
وضع الفريق نصب عينيه هدفا رئيسيا، وهو تمكين الذكاء الاصطناعي من اجتياز اختبار القبول الوطني لجامعة طوكيو (الذي يتضمن مواد مثل الرياضيات والفيزياء والعلوم الإنسانية)، وتحقيق درجة تؤهله للقبول في الجامعة.
لكن اجتياز هذا الامتحان ليس بسيطا، ويتطلب فهماً دقيقاً للغة اليابانية، بالإضافة إلى مهارات حسابية وعلمية متقدمة، والتحدي كان جعل الروبوت قادراً على الإجابة عن الأسئلة بنفس جودة الطالب المؤهل.
الأمر ليس سهلا
تعتبر عملية تحويل النصوص والأسئلة المعقدة إلى صيغ قابلة للفهم بالنسبة للكمبيوتر واحدة من أكبر التحديات. على سبيل المثال، يواجه الروبوت صعوبة في تفسير المعاني المجازية، أو فهم الأسئلة التي تتطلب تحليلا عميقا، كما تتطلب بعض المواد مثل الفيزياء إنشاء محاكاة دقيقة للظروف الحقيقية.
ما تحقق الآن
في السنوات الأولى، حقق “روبوت توداي” نتائج معتدلة، حيث تمكن من حل بعض المسائل الرياضية وتحليل النصوص البسيطة بنجاح. لكن مع حلول عام 2016، استطاع تحقيق درجة تؤهله لدخول عدة جامعات يابانية، لكنه لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب لدخول جامعة طوكيو.
تشير التقارير إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه حل 50-60% من الأسئلة في اختبارات المواد العلمية، إلا أنه ما زال يحتاج إلى تحسينات في مجالات مثل معالجة اللغة الطبيعية والتفسير المنطقي.
طريق طويل
يمثل مشروع “توداي روبوت” خطوة محورية في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ويسعى من خلال التعاون بين أكاديميين وخبراء في البرمجيات إلى تحسين دقة الذكاء الاصطناعي ليصبح قادراً على التفكير وحل المسائل المعقدة كما يفعل البشر.
وفي الوقت الذي يبدو فيه أن الطريق ما يزال طويلا أمام الروبوت لاجتياز اختبار طوكيو بالكامل، إلا أن التقدم الذي تم تحقيقه حتى الآن يشير إلى إمكانية تحقيق قفزات نوعية في المستقبل، قد تجعل الروبوتات يوماً ما قادرة على فهم، وتحليل، وحل مسائل تتطلب ذكاء بشرياً.