رائج حاليا

روبرت داوني جونيور: معركة حماية إرث “آيرون مان” من الذكاء الاصطناعي

كيف يسعى نجم مارفل لحماية صورته وشخصية آيرون مان من الاستنساخ الرقمي غير المصرح به

عندما تفكر في شخصية آيرون مان، تتخيل فورًا روبرت داوني جونيور, الممثل الذي قدم ببراعة دور توني ستارك، عبقري التكنولوجيا، أصبح رمزًا ثقافيًا وأسهم في نجاح سلسلة الأفلام بشكل لم يتوقعه أحد، لكن بعد مرور أكثر من عقد على ظهوره الأول كآيرون مان، يواجه داوني تحديًا جديدًا: وهو حماية إرث الشخصية، ليس من الأشرار أو التهديدات الفضائية، بل من الذكاء الاصطناعي والاستنساخ الرقمي هذه المرة.

الإرث الذي بدأ على الورق

لم تبدأ قصة آيرون مان على الشاشة الكبيرة لأن شخصية توني ستارك ظهرت لأول مرة في عالم القصص المصورة عام 1963، حين صدر العدد الأول من مجلة Tales of Suspense، الذي أسس لواحدة من أهم الشخصيات في عالم مارفل.

جسّد ستارك شخصية البطل الناقص، صاحب العيوب الذي يسعى نحو تحقيق الخير، واجتذب هذا المزيج المتناقض قاعدة جماهيرية واسعة. لكن مع بدء هوليوود في التوجه نحو الاقتباسات السينمائية من القصص المصورة، أصبح آيرون مان أحد ركائز نجاح الكون السينمائي لمارفل، ليمثل انطلاقة جديدة لقصص الأبطال الخارقين.

روبرت داوني والاستنساخ الرقمي

مع تطور تقنية الذكاء الاصطناعي، تصاعدت المخاوف حول استغلال صور الممثلين رقميًا، خاصة مع قدرة التكنولوجيا على إعادة إنشاء الوجوه والأصوات بتفاصيل دقيقة. لكن يبدو أن داوني، الذي صنع أسطورته من خلال توني ستارك، ليس معجبا بهذه التقنيات الجديدة، وأعرب بشكل واضح عن رفضه لاستغلال الذكاء الاصطناعي لإعادة إحياء شخصيته بدون إذنه.

في مقابلة مع كارا سوشر، أعلن داوني أنه “سيتخذ إجراءات قانونية ضد أي مديرين مستقبليين” يحاولون استخدام نسخة رقمية من صورته، حتى بعد رحيله، وحتي مع مع “ثقته في إدارة مارفل الحالية” كما يقول، يرى داوني أن المخاوف قد تصبح واقعًا إذا تغيرت القيادة في المستقبل، مما دفعه للتأكيد على حماية حقوق الممثلين في الحفاظ على إرث شخصياتهم دون تدخل غير مصرح به.

مخاوف متزايدة في هوليوود

موقف داوني ليس حالة فردية، بل يعكس قلقًا جماعيًا لدى ممثلين آخرين، مثل نيكولاس كيج الذي شدد مؤخرا على أن التمثيل هو “عملية عضوية تأتي من القلب، والتفكير والإبداع.”

وقد شهدت هوليوود في الآونة الأخيرة نقاشات واسعة حول حقوق الممثلين في مواجهة الذكاء الاصطناعي، مما دفع بنقابة الممثلين الأمريكية (SAG-AFTRA) للضغط من أجل حماية حقوقهم، وسنّ ولاية كاليفورنيا قانونًا يمنع استغلال صور الفنانين المتوفين رقميًا دون موافقة مسبقة، وهو ما يعكس رغبة داوني وغيره من الممثلين في التحكم في إرثهم.

مستقبل الأبطال الخارقين

مع إطلاق أفلام جديدة من مارفل ودي سي، ورغبة الجماهير المتزايدة في مشاهدة الأبطال الخارقين على الشاشة، تستمر صناعة السينما في الابتكار وتقديم الجديد، لكن التطور التقني الكبير في تكنولوجيا الرسوم الرقمية أضاف إمكانيات جديدة في إحياء الشخصيات وتطوير القصص بطرق لم تكن ممكنة من قبل، وهو ما عبر عنه المخرج جيمس كاميرون بقوله، إن “الجماهير ستشهد شيئًا لم يكن ممكنًا تقنيًا قبل عصر السينما الرقمية.”

ومع ذلك، فإن السؤال الأكبر يبقى: هل يمكن لهذه التكنولوجيا أن تحافظ على الروح الإنسانية في الشخصيات؟. بالنسبة لداوني، فإن الحفاظ على روح آيرون مان لا يتعلق فقط بالتكنولوجيا، بل باحترام القيم التي تمثلها هذه الشخصية وبتكريم الإرث الذي قدمه للبشرية عبر الشاشة.

المصدر
goodereaderindependent

مقالات ذات صلة

Back to top button