‏Manus AI: الوكيل الذكي الذي قد يغيّر شكل عملك بالكامل

مانوس (Manus).. الذي شغل الناس

منذ سنوات، حين كنا نجرّب أدوات الذكاء الاصطناعي للمرة الأولى، بدا الأمر أقرب إلى السحر: مساعد رقمي يجيب، ويشرح، ويترجم، وأحيانا يبهرك. لكن تلك الأدوات، مهما تطورت، ظلت تدور في فلك “المساعِدة” لا أكثر. تكتب لك بريدا إلكترونيا، تلخّص مقالا، تشرح كودًا… ثم تنتظر أمرك التالي.

لكن ماذا لو تخطّت هذه الأدوات مرحلة تنفيذ الأوامر، وبدأت تفكر؟ تخطط؟ تقرر؟ وتعمل بالنيابة عنك؟

هذا تمامًا ما تعد به Manus AI: وكيل ذكي يُدير المهام، ينسّق بين الخطوات، ويقترح الحلول، ثم ينفذ. وربما، شيئًا فشيئًا، يأخذ مكانك.

ما هو Manus AI؟

“مانوس” هو وكيل ذكاء اصطناعي عام (General AI Agent) طورته شركة Butterfly Effect الصينية، ويُعد من أوائل النماذج التي تعتمد على خوارزميات تنفيذية حية، ما يضعه في منزلة وسطى بين أدوات الذكاء الاصطناعي الضيقة (ANI) والطموحات الواسعة لما يسمى بالذكاء العام الاصطناعي (AGI).

بخلاف المساعدات التفاعلية، يُمكّن مانوس المستخدمين من تفويض مهام معقدة مثل تحليل البيانات، تصميم المشاريع، إدارة الحملات، أو حتى توليد محتوى مرئي، من خلال واجهة واحدة مترابطة.

ما الجديد في Manus في 2025؟

1. التسجيل أصبح مفتوحا

لم تعد بحاجة لرمز دعوة. في مايو 2025، أُعلن رسميًا عن إتاحة Manus لجميع المستخدمين مجانًا، بعد حصول الشركة المطوِّرة على تمويل بقيمة 75 مليون دولار من Benchmark Capital.

يمكنك التسجيل مباشرة عبر manus.im أو تحميل التطبيق على أندرويد أو iOS وبدء استخدام الوكيل في أقل من دقيقة.

2. قدرات متقدمة في توليد الصور

أدخلت Manus ميزة جديدة لتوليد الصور ضمن سياق المهام، مثل إنشاء شعارات، وقوائم طعام، ومواد تسويقية، أو حتى صور شخصية مدمجة في التقارير. هذه الإمكانية تعمل كجزء من عملية التنفيذ الشاملة، ما يميزها عن أدوات مثل DALL·E أو Midjourney.

3. تفوق واضح في اختبارات GAIA

في اختبارات GAIA الأخيرة التي تقيس الأداء التنفيذي والتخطيط الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي، سجل Manus نتائج تفوقت على GPT-4 وClaude 3 في المهام التي تشمل التنسيق بين عمليات متعددة، والتحليل المالي، وبناء خطط تنفيذية.
هذا يعزز موقع المنصة في مجال وكلاء الذكاء الاصطناعي ويجعلها مرشحة لتوسيع استخداماتها في قطاعات الأعمال والتكنولوجيا والتعليم.

4. لكن، هل هو آمن؟

رغم تميز الأداء، لا تخلو Manus من الجدل:

1. الخصوصية وتخزين البيانات: البنية السحابية الصينية قد تكون غير مناسبة للجهات الخاضعة للتشريعات الغربية الصارمة.
2. الاعتماد على نماذج خارجية: الاعتماد الجزئي على Claude 3.5 يقلل من شفافية المنصة كمشروع “أصيل”.
3. أثرها على سوق العمل: إذا كانت Manus تُدير مهامًا كان يتطلب إنجازها فريقًا كاملًا، فما مصير هؤلاء؟ أسئلة مشروعة في عصر الأتمتة الزاحفة.

5. اعتماد جزئي على Claude 3.5 Sonnet

كشف تحليل تقني أن بعض قدرات Manus تعتمد جزئيًا على نموذج Claude 3.5 من Anthropic، مما يطرح تساؤلات حول مدى استقلالها كنموذج أصيل. ومع ذلك، تبقى منصة التنفيذ التي طورتها الشركة الصينية فريدة من نوعها في طريقة الدمج والتشغيل.

كيف يمكن استخدام Manus AI؟

يدير Manus  “جلسات عمل” كاملة. وهذه أمثلة على ما يمكن فعله:

• تحليل البيانات المالية: إدخال جدول بيانات، وطلب توصيات استثمارية، وتلقي تقرير مرئي وتحليلي خلال دقائق.
•  إعداد خطط سفر: إنشاء برنامج يومي مفصل مع روابط حجز الفنادق والأنشطة والميزانية
•  إنتاج محتوى مرئي: كتابة مقال، تصميم منشور، توليد صور مرتبطة، وتصديرها في قالب نشر جاهز.
•  إدارة التوظيف: تلقي سِيَر ذاتية، تحليلها، واقتراح المرشحين الأفضل بناءً على توصيف الوظيفة.
•  بناء تطبيقات: من فكرة إلى كود إلى نشر، مع اختبار تلقائي وتنبيهات في حال وجود أخطاء.

مخاطر وتحديات يجب الانتباه لها

1. الخصوصية وتخزين البيانات: البنية الصينية قد لا تناسب الجميع، خصوصًا في المؤسسات التي تخضع لتنظيمات صارمة.
2.  الاعتماد على نماذج خارجية: يثير تساؤلات حول الشفافية التقنية واستقلالية المنصة.
3.  أثرها على الوظائف: أدوات كهذه قد تسهم في إعادة هيكلة شاملة في بعض الصناعات، مما يستوجب تأطير استخدامها قانونيًا وأخلاقيًا.

هل Manus هو مستقبل الذكاء الاصطناعي؟

من المبكر الحكم. لكنه بالفعل خطوة متقدمة باتجاه وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين يعملون دون إشراف بشري مباشر، ويكاد يكون أول نموذج تجاري يُجسد فكرة “المساعد التنفيذي العام”.
فإن لم يكن هو النهاية، فهو بالتأكيد أحد أبرز ملامح البداية.