تعديل الصوت بالذكاء الاصطناعي: إنفيديا تكشف عن تقنية جديدة تحدث ثورة في الصوتيات

تسعى Fugatto إلى منافسة تقنيات مماثلة طورتها "Runway" و"Meta"

نموذج جديد لتعديل الصوت بالذكاء الاصطناعي

أحدثت تقنيات تعديل الصوت بالذكاء الاصطناعي طفرة في عالم الموسيقى والصوتيات، وتعتبر شركة إنفيديا الرائدة عالميًا في مجال تصميم الرقائق وتطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي من أبرز اللاعبين في هذا المجال، وتؤكد ريادتها بإطلاقها نموذجا جديدا يتيح تعديل الأصوات وإنشاء أصوات مبتكرة، ما يفتح آفاقًا جديدة لمنتجي الموسيقى، وصنّاع الأفلام، ومطوري ألعاب الفيديو.

ورغم الكشف عن التقنية الجديدة التي أطلقت عليها الشركة اسم Fugatto، أكدت إنفيديا أنها لم تضع خططًا نهائية لإطلاقها للجمهور حتى الآن. وتسعى فوجاتو إلى منافسة تقنيات مماثلة طورتها شركات ناشئة مثل “Runway” وعملاقة التكنولوجيا “Meta Platforms”، التي تتيح إنشاء محتوى صوتي أو مرئي باستخدام توجيهات نصية.

قدرات مبهرة للتكنولوجيا الجديدة

تمتاز “فوجاتو” بقدرتها الفريدة على تحويل الأوصاف النصية إلى مؤثرات صوتية ومقطوعات موسيقية متطورة، بما في ذلك إنشاء أصوات جديدة كصوت بوق يشبه نباح الكلاب. إلا أن أبرز ما يميزها عن تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى هو قدرتها على تعديل الأصوات الموجودة مسبقًا بطرق مبتكرة.

من خلال تعديل الصوت بالذكاء الاصطناعي، يمكن للفنانين تحويل تسجيلاتهم إلى أعمال أكثر تميزًا، على سبيل المثال، يستطيع النموذج استقبال نغمات تعزف على البيانو وتحويلها إلى غناء بصوت بشري، أو تعديل تسجيلات صوتية لتغيير اللهجة أو طريقة التعبير، وهو ما يعزز إمكانيات الإبداع الرقمي ويوفر أدوات متطورة للمستخدمين العاديين والمحترفين على حد سواء.

رؤية مستقبلية لصناعة المحتوى

يوضح برايان كاتانزارو، نائب رئيس قسم أبحاث التعلم التطبيقي في إنفيديا، أهمية هذه التقنية بقوله: “على مدار العقود الخمسة الماضية لعبت التكنولوجيا دورًا كبيرًا في تطور الموسيقى من خلال أجهزة الكمبيوتر وأدوات التوليف الصوتي. واليوم يقدم الذكاء الاصطناعي التوليدي إمكانيات غير مسبوقة للموسيقى، ألعاب الفيديو، وحتى للأفراد الذين يتطلعون إلى إنشاء محتوى إبداعي.”

التحديات والمخاوف الأخلاقية

بينما تشهد العلاقة بين صناعة الترفيه والتكنولوجيا توترات ملحوظة، خصوصًا مع اتهامات نجوم هوليوود مثل سكارليت جوهانسون لبعض الشركات باستخدام أصواتهم دون إذن، تواجه تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي تحديات قانونية وأخلاقية.

تم تدريب فوجاتو على بيانات مفتوحة المصدر، إلا أن إنفيديا لم تحسم قرارها بعد بشأن إطلاق التقنية تجاريًا. وأكد كاتانزارو أن الشركة تأخذ بعين الاعتبار المخاطر المحتملة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، مثل إنشاء محتوى مضلل أو انتهاك حقوق الملكية الفكرية. وأضاف: “أي تقنية توليدية تنطوي على مخاطر محتملة. لهذا السبب نأخذ وقتنا في دراسة كيفية طرح هذه التقنية بشكل مسؤول وآمن.”

مستقبل التكنولوجيا التوليدية

تُظهر التطورات التي تقدمها إنفيديا أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مجرد أداة تقنية، بل يمثل خطوة نحو إحداث ثورة في الصناعات الإبداعية. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استخدام هذه التقنيات بما يخدم الابتكار دون تجاوز الحدود الأخلاقية والقانونية.

مقالات ذات صلة

Back to top button